قصة أندرويدي قرر الانتقال إلى آيفون وبدأ يشعر بالندم!

android vs ios
عندما دخلت عالم الأجهزة الذكية توجّهت إلى أندرويد دون أن أعلم عنه الكثير، ففي عام 2010 لم يكن أندرويد كما هو عليه الآن، وبدأت باستخدام أندرويد والتحيز له يومًا بعد يوم منذ إصدار 2.1 (كلير)، رغم عدم تجربتي حينها لأي نظام تشغيل آخر منافس، وهو بالتأكيد طفل شركة آبل المدلل iOS.
ورغم عشقي لأندرويد، إلا أن مجال عملي وفضولي دعاني لأجرب أجهزة آيفون وأعطيها فرصة، ولكي لا أعتبر نفسي متعصبًا لأندرويد دون أن أتذوق نكهاتٍ غير الحلويات التي يقدمها، فقررت وعن سابق الإصرار والتصميم الانتقال إلى آخر أجهزة آبل في الأسواق حينها -بداية 2014- وقمت بشراء آيفون 5 إس.
وكبداية أي مستخدم لأجهزة iOS، سيشعر بشكلٍ غير مقصود بأنه أصبح من الأثرياء الذين يملكون أفضل جهاز على وجه الأرض، ولكن بشكلٍ منطقي وبعد صعوبات عديدة في التأقلم مع نظام تشغيل جديد؛ كون هناك اختلافات عديدة في الاستخدام بين أندرويد و iOS، وجدت نفسي مرتاحًا وراضيًا عن أجهزة آبل، حتى بدأت أشعر بما يشعر به معظم مستخدمي أجهزة آبل، وهو الاستقرار والثبات بشكلٍ يُضاهي ما يقدمه أندرويد.
وأحد الأمور التي أعجبتي جدًا بعد استخدام iOS لفترة من الزمن، هي بساطة نظام التشغيل وعدم وجود تعقيدات كثيرة، فكل ما تريده ستجده أمامك، ورغم أن أندرويد يمكن تخصيصه بالشكل الذي يحلو لك، إلا أني وجدت أن iOS قام بذلك من تلقاء نفيه وبأسلوب عملي وسهل الاستخدام، وهو ما جعلني أبدأ بقبوله أكثر، فأنا مشغول معظم الأحيان، ويعجبني أن يكون هاتفي بسيط في الاستخدام والوصول لما أريده بسرعة.
دارت الأيام واقترب موعد الكشف عن آيفون 6، وبدأت أفكر بجدّية للانتقال من آيفون 5 إس إلى الهاتف الأحدث من آبل؛ وهو ما يحصل مع معظم عشاق آبل، ولا أدري إن كنت قد وقعت في فخ آبل وهو الإدمان على علامتها التجارية، أم أنني فقط بحاجة إلى هاتف أحدث بالفعل!
كشفت آبل عن هاتفها، وحاولت جاهدًا متابعة البث المباشر كوني أرغب بمشاهدة هاتفي القادم وما ستتحدث آبل عنه، ولكن بدأت الأمور بشكلٍ غير مريح للأسف، فرغم تجهيزي لشبكة إنترنت سريعة فقط من أجل حضور هذا المؤتمر، إلا أن جميع عشاق آبل عانوا من مشاكل سوء البث المباشر، وهو ما حال بي دون متابعة بث الفيديو، والاعتماد على البث النّصي.
انتهى المؤتمر ولم أشعر حينها أنني بحاجة إلى هذا الهاتف بالفعل، فأنا حقًا من مؤيدي فكرة آبل “السابقة” حول الشاشة الصغيرة التي يمكن استخدامها باليد الواحدة، ولهذا أنا معجب بقياس آيفون 5 إس، ووجهة نظري أنّ الشاشات أكبر من 4.7 لا تناسبني كهاتف، ولهذا وُجدت الحواسب اللوحية.
كتبت بعد نهاية مؤتمر آبل تغريدة تُعبر عن رأيي الشخصي، وكانت “وهكذا اقتنعت بهاتفي iPhone 5s ولن أفكر بالجيل الجديد. شكرًا #آبل لاقناعي بذلك! وأقدر جهودكم الحثيثة في المحافظة على أموالي.”، وبالفعل أصبحت مقتنعًا أكثر بهاتفي.
جاء اليوم الموعود وهو 12 سبتمبر الحالي، وبدأت أحاول تثبيت التحديث الجديد iOS 8 على هاتفي، إلا أن الضغط الكبير على مخدّمات آبل حال دون ذلك، إلى أن أصبحت من مستخدمي iOS 8 رسميًا بعد ثلاثة أيام من إطلاقه، وكنت قرأت ما قرأت عن المشاكل التي واجهت البعض، وظننت أنها ستكون بعيدة عني.
بالفعل لم أواجه الكثير من المشاكل، ولكن بعد التدقيق في بعض التعديلات وتجاوب التطبيقات مع التحديث الجديد، وجدت بالفعل أن هناك بطء وأحيانًا إغلاق مفاجئ لكثير من التطبيقات التي اعتدت استخدامها، وهنا بدأت ذكريات أندرويد تعود لي، عندما كنت أستخدم هاتفًا بذاكرة وصول عشوائي 512 ميجابايت، وهو مالا يمكن احتماله مع أندرويد.
بالتأكيد الفرق كبير بين هاتف أندرويد بذاكرة 512 ميجابايت وهاتف آيفون 5 إس بذاكرة 1 جيجابايت، وهذا ما أجده بالفعل إبداعًا من آبل، بأن يكون نظام التشغيل (iOS 7 والإصدارات الفرعية الخاصة به) متجاوبًا وسريعًا وعمليًا بمثل هذه الذاكرة التي لم تعد تُستخدم مع أجهزة أندرويد إلا للأجهزة منخفضة المواصفات.
ولكن بعد التحديث الجديد بدأت ألحظ وجود مشاكل كنت قد تأقلمت معها أثناء استخدام هاتف أندرويد منخفض المواصفات، والتي كانت تظهر بشكلٍ نادر أثناء استخدام حاسب لوحي بنظام أندرويد يُعتبر جيد من حيث المواصفات، وهو Nexus 7 2013.
لا أدري لماذا بدأت الأمور تسوء رويدًا رويدًا مع آبل، فالمشاكل التي ظهرت كثيرة، والأخطاء التي أرتُكبت لا يمكن التغاضي عنها بهذه السهولة، فكيف يُعقل أن يتم طرح تحديث يسبب بإيقاف شبكة الاتصال ووسيلة الحماية التي تتغنّى بها آبل؛ Touch ID!
رغم كرهي للتحيّز، إلا أني أجد نفسي مشتاقًا لأندرويد مع هاتف من جوجل يتلقى التحديثات أولًا بأول؛ وهو أكثر ما يُعجبني بأجهزة آبل على أي حال. أجد نفسي مشتاقًا لأن أشاهد تغييرات فعلية مع كل تحديث كبير، فانتقالي من iOS 7 إلى iOS 8 لم أشعر بأنه أضاف لي أي جديد يُذكر؛ رغم إصرار آبل على أنه التحديث الأكبر الذي طال نظام تشغيلها.
فيما جوجل كانت وما تزال تقوم بإجراء تعديلات على واجهة المستخدم الخاصة بأندرويد، مع ميزات جديدة ستجد أنها بالفعل مفيدة لك، على عكس آبل التي أجد أنها بدأت بتعقيد الأمور، فالآن السماح للمطورين بإنشاء لوحات مفاتيح خاصة بهم، وغدًا قد نجد واجهات مستخدم (لانشرات) يتم استخدامها على iOS، وهو عكس ما جعلني معجبًا بآبل حقًا، فأنا أريد أن أشاهد تطويرات كبيرة على لوحة مفاتيح آبل، لا أن أقوم بتثبيت لوحة مفاتيح أخرى.
أنا بالفعل في حيرة من أمري، فرغم عدم ابتعادي الكبير عن أندرويد؛ كوني أستخدمه على حاسبي اللوحي، إلا أني أجد في نفسي اشتياقًا لهاتف بنظام تشغيل أندرويد، يقدم لي ما يقدمه هاتف آبل وأكثر، فلم يعد الفرق كبيرًا طالما قررت آبل فتح بعض الأجزاء من نظام تشغيلها.
أحببت iOS بالفعل، ودافعت عنه في كثيرٍ من الأحيان، ولكن بعد الإخفاقات الأخيرة، وبعد أن لاحظت العديد من المشاكل في هاتفي الحالي، أجد أني لابد أن أراجع حساباتي قليلًا، فالحياة يوم لك ويومٌ عليك يا صديقي الحالي الذي أنتجته آبل، ولابد لي أن أذهب خلف مصلحتي، فإن قررت الانتقال لهاتف أحدث من هاتفي الحالي، لا أعتقد أن خياري سيكون آيفون 6، أو أخيه المنحني!
Load disqus comments

0 commentaires